تقليص الدعم وصناعة الرياضة
الآثار الصحية والاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية التي خلفها فيروس "كورونا" على مستوى العالم أجمع، واضحة للعيان ونعيش هذه الأيام أدق تفاصيلها.
وكجزء من هذا العالم الفسيح تضررنا في المملكة العربية السعودية من هذا الفيروس الذي أبقى الناس في بيوتها وأغلق المساجد والمدارس والأسواق، ولولا الله ثم قيادتنا الرشيدة التي تعاملت مع هذه الجائحة بحكمة وتدرج واحترافية لتفشى المرض وساء الوضع على الأصعدة كافة، ولكنها مملكة الإنسانية التي أثبتت للعالم أجمع أنها الأفضل بين الدول في التعامل مع هذه الأزمة والأكثر حرصاً على شعبها وسلامتهم، حيث لم تبخل بشيء في سبيل راحتهم وصحتهم وعودة المغتربين منهم لديارهم بطريقة راقية أذهلت الجميع.
ولست هنا بصدد ذكر محاسن وطني الغالي التي يعلمها القاصي قبل الداني، ولكنني سأركز على حكمة المملكة في إعادة جدولة أولويات الصرف الحكومي حيث ضخت عشرات المليارات للسيطرة على جائحة كورونا وتجنيب المجتمع السعودي آثارها السلبية التي قد تطول، وهذا على حساب ميزانيتي الترفيه والرياضة اللتين توقفت أنشطتهما منذ بداية الأزمة، وهذا أمر حكيم جداً من حكومتنا الرشيدة وجاء في الوقت المناسب.
ولأنني دائماً متفائل فإن نظرتي لجائحة "كورونا" أنها لن تستمر طويلاً بإذن الله، وستعود الأمور لوضعها الطبيعي في غضون أسابيع معدودة إن شاء الله.
لذا أتمنى أن تعيد وزارة الرياضة النظر في آلية الصرف على النشاط الرياضي، وأن لا تتضرر الأندية والمنافسات الرئيسة بأي تقليص، بحيث يقتصر التقليص في الميزانيات على البطولات والمنافسات الأجنبية التي تستضيفها المملكة، وذلك بشكل مؤقت حتى تتحسن الأمور وتنتعش ميزانية الوزارة مجدداً، وأن تركز الوزارة جهودها في الفترة القادمة على عدم تأثر الأندية السعودية والمسابقات الرياضية بأي تقليص لأن النشاط الرياضي في المملكة وتحديداً كرة القدم في تطور ملحوظ خلال السنتين الماضيتين وهذا بفضل الله ثم بفضل الدعم الحكومي السخي الذي ما زالت الأندية والمسابقات تنعم به.
وعندما أطالب بعدم تقليص ميزانيات الأندية فهذا عائد لخوفي من العودة للمربع الأول الذي كانت الإثارة فيه أقل والمستوى الفني غير ثابت ومنتخباتنا تعاني. أما وأن أصبح الدوري السعودي مثيرا وجذابا، والأندية السعودية لديها حراك داخلي كبير على صعيد الحوكمة والاستنفار الإداري التطويري مالياً وتسويقياً، فمن الأفضل أن نحاول قدر المستطاع عدم المساس بميزانيات الأندية التي تم رصدها، لأن منتجنا الرياضي السعودي بدأ يعود لجودته المعروفة في التسعينات، وأصبح الدوري السعودي في الواجهة الخليجية والعربية لدرجة أن البعض خصص برامج لمتابعة رياضتنا، وهذا دليل أننا أعدنا تطوير منتجنا بشكل مميز، فهل نحافظ على هذه المكتسبات.
*نقلاً عن الرياض السعودية