متصنع الود أقبح من صريح العداء...!!

فهد بوشعر
نشر في: آخر تحديث:
وضع القراءة
100% حجم الخط

كم هي مظلمة الحياة دون رياضة.. نعم حياتنا أصبحت مؤلمة ومظلمة دون متابعة وممارسة الرياضة بعد أن أجبرنا فيروس كورونا على التزام المنازل وشل أغلب أنشطة الحياة، خصوصًا الأنشطة الرياضية التي اعتدنا على ممارستها ومتابعتها، إذ عطل لنا دورياتنا التي كنا نتابعها وعطل العمل في أنديتنا، وأجبرنا على الالتقاء عن بُعد.
كورونا على الرغم من مساوئها وخطورتها إلا أن لها من الفوائد الكثير، خصوصًا في تسهيل عمليات الاتصال والتواصل، إذ إن انتشار هذا الفيروس اللعين الذي قطع أوصال العالم جعلنا نبحث عن العديد من الوسائل للتواصل وربط الأمور بشكل سلس دون الالتقاء المباشر، فتحولت الاجتماعات في مجالس الإدارات من طاولة خشبية كبيرة يجتمع حولها الأعضاء إلى شاشات مختلفة الأحجام، تجمع الأطراف نفسهم في أي وقت وفي أماكن مختلفة.
كورونا أبعد معظم الأعذار عن أعضاء مجالس الإدارات ولم يدع هناك أي مجال للاعتذار عن عدم حضور الاجتماعات إلا للضرورة القصوى التي لا يمكن أن نتجاوزها، فبالإمكان الآن أن يلتحق أي شخص بأي اجتماع سواء عبر جهاز الحاسوب الشخصي أو المحمول أو حتى عبر الهواتف الذكية التي لا تخلو يد من أيدي البشر منها، حتى أيادي الأطفال.
جميلة هي مخرجات كورونا لو نظرنا لها من الناحية الاجتماعية، إذ إنه من المفترض أن يستمر العمل بها حتى بعد انتهاء هذا الفيروس، خصوصًا في عملية الاجتماعات الخاصة بمجالس الإدارات، فالعضو الذي لا يستطيع أن يلتحق بالاجتماعات والجلوس على الطاولة لابد من انتظامه في الاجتماع عبر وسائل الاتصال، وبذلك نضمن حضور كامل النصاب ونضمن عدم تعطيل الأمور، سواء للأندية أو الاتحادات أو أي جهة كانت رياضية وغير رياضية، فكورونا اليوم جعلنا ندرك بأنه لا مجال للأعذار ولا مجال للغياب.
واليوم ومع بوادر الانفراج في الرياضة ببدء انطلاق الدوريات الأوروبية تباعًا، كم أتمنى من المختصين في مجال الاتصال العمل للوصول لبرنامج يسهل هذه العملية للجميع، حتى من يعتبر ضعيفًا في المجال التكنولوجي، عبر تطبيق خاص يجعل الجميع متقاربين صوتًا وصورة وإن تباعدت الأجساد.

هجمة مرتدة
مازلت أتذكر تلك المجسمات في أغلب المناسبات التي كنا نزورها ونحن صغار، والتي كانت دائمًا لأصحاب العضلات بوجه فارغ، حيث كنا نتسابق لأن نضع وجهنا في مكان الفراغ لتطبع وجوهنا بجسم مليء بالعضلات، وكانت فترة نتفاخر فيها بعضلاتنا المزيفة وننساها بسرعة، لكن على ما يبدو أن البعض مازال يتعامل بمبدأ المجسمات لكن بطرق جديدة؛ بإظهار صورة الود والتودد بينما يحملون في داخلهم العداء، فقد ابتلينا في رياضتنا بهذه الفئة من متصنعي الود الذين يظهرون الحب في أوجه الكل لكنهم يكنون كامل العداء في قلوبهم، ويتحيّنون الفرصة للطعن في الظهر دون تردد وبلا ضمير، وهم دائمًا من يظهر بصورة الحمل الوديع، لكنهم ذئاب الغدر من الباطن.
فالحذر كل الحذر من هذه الفئة التي تُعطي من طرف اللسان حلاوة بينما ينتشر السم فيما تبقى منه، فلا تنخدعوا من كلامهم المعسول، ولا من تنظيرهم الذي كشفناه وأصبح فقرة للسخرية.

مادة اعلانية

*نقلاً عن الأيام البحرينية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.
انضم إلى المحادثة
الأكثر قراءة مواضيع شائعة
  • وضع القراءة
    100% حجم الخط