إدارة بعقلية الهواة
عندما نكرر الحديث عن أضرار ضعف العمل الإداري في كرة القدم الإماراتية، فذلك لا يأتي من فراغ، بل في كل يوم تثبت لنا العشوائية الإدارية، أن اللعبة لدينا كلما خطت خطوة إلى الأمام ترجع بعد ذلك خطوتين إلى الوراء بسبب الحلقة الأضعف، التي تحد بشكل كبير من عملية التطور الرياضي.
في اليومين الماضيين فقط ارتكبت أخطاء تؤكد لنا أننا مهما انتقدنا اللاعبين بسبب ضعف مستوياتهم وعقلياتهم الاحترافية، فذلك لا يمثل سواء 10% من السوء المتواجد في العمل الإداري لدينا، لكن دائماً ما تتم تغطية أخطائهم العشوائية بإلقاء اللوم على اللاعبين، أو إقالة المدربين وتبديل المحترفين الأجانب، بينما لا أحد يتطرق للمتشبثين بالكراسي.
كرة القدم متوقفة لدينا منذ قرابة 6 أشهر لدينا بسبب جائحة فيروس كورونا، وكان يمكن أن تستفيد إدارات الأندية خلال طيلة هذه المدة بوضع خطط واستراتيجيات وتصحيح العديد من السلبيات المتواجدة لدى أنديتنا، لا سيما أن الاجتماعات باتت تعقد عبر تقنية «الفيديو» والعالم بات شبكة مفتوحة.
لكن الأمر مختلف تماماً بالنسبة لإداراتنا، لك أن تتخيل أن عملية إقالات المدربين واستبدالهم بدأت قبل انطلاق المنافسات المحلية وخلال مرحلة الإعداد، وهناك من يرى أن أهم بطولة في القارة بالنسبة للأندية مجرد إعداد، وآخرون ما زالوا يتخبطون في ملف اللاعبين المحترفين، وفشل ذريع في مسألة عملية المفاوضات، وتكرار متواصل للفشل في ملف الأجانب والمدربين، دون الاكتراث بالتجارب السابقة ودون الاهتمام بمسألة تصحيح الأخطاء.
عندما نتحدث عن فشل أنديتنا ومنتخباتنا في المحافل الخارجية، يجب ألّا نوجه سهام النقد تجاه اللاعبين، لأنهم نتاج عمل خاطئ، وهذا العمل مسؤولية إدارية على الصعيد الأول، لأن الإدارة هي من تقوم باختيار الفنيين والكوادر، والأندية هي من تقوم بعملية بناء وتطوير اللاعبين وصقلهم، والاتحاد ولجنة المنتخبات تقوم بمواصلة العمل ووضع اللمسات الأخيرة بالنسبة للاعبي المنتخبات، إذن الحلقة الأولى والأهم هي الإدارة.
بكل صراحة لن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام إذ واصلنا إدارة اللعبة بعقلية «الهواة»، ونحن بحاجة إلى تجديد وضخ دماء شابة وعقليات جديدة ومواكبة.
*نقلاً عن الرؤية الإماراتية