نجاح الفورمولا يحمل رسائل للعالم
استطاعت مملكة البحرين صناعة نجاح جديد يضاف إلى سجل نجاحاتها المتوالية على المستويات المختلفة، فقد نجحت المملكة بامتياز وبالعلامة الكاملة في تنظيم نسخة استثنائية من سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا 1 ضمن الجولة الأولى والافتتاحية لبطولة العالم للسيارات لعام 2021 خلال الفترة من 26 إلى 28 مارس الجاري. أقيم السباق وسط ظروف استثنائية يمر بها العالم بسبب جائحة كورونا، والإجراءات الاحترازية الصارمة للحد من انتشار الفيروس، ليكون سباق الفورمولا 1 على حلبة البحرين الدولية «موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط» انطلاقة لعودة سباقات الفورمولا واحد الدولية مجددًا هذا العام.
أن تنظيم مملكة البحرين لهذا الحدث الرياضي العالمي في ظروف جائحة كورونا وتأثيرها السلبي على الأوضاع العالمية سياسيًا واقتصاديًا ورياضيًا تحمل أكثر من معنى ومغزى ورسالة مهمة لدول العالم وللبشرية بصفة عامة والمجال الرياضي ورياضة السيارات بصفة خاصة، أهمها:
الرسالة الأولى، هي أن مملكة البحرين قادرة تحت أقسى الظروف على تنظيم واستضافة هذا الحدث العالمي على أرضها بكفاءة واقتدار بقيادتها الحكيمة وجهود اللجنة التنسيقية برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العد رئيس مجلس الوزراء، وفريق البحرين، والطواقم الطبية، ووعي المجتمع والتزامه. الرسالة المهمة الثانية هي أن الفيروس المرعب لن يقتل الأمل والحياة وأن الحياة والبطولات الرياضية ستستمر رغم كل الظروف، وأنها سوف تعود تدريجيًا إلى وضعها الطبيعي. الرسالة المهمة الثالثة هي أن البحرين قادرة على الحفاظ على صحة جميع المشاركين خلال سباق الفورمولا واحد في ظل ظروف استثنائية صعبه لتعطي نموذجًا للعالم في التعامل مع الأحداث الرياضية الكبرى وفق أساليب مبتكره لتأمين صحة الفرق المشاركة وتقديم الرعاية الطبية وخدمات الفحص والعلاج المجاني وتوفير التطعيم المجاني للجميع. الرسالة الرابع، أن تميز مملكة البحرين في استمرار تنظيمها لهذا الحدث الرياضي العالمي يؤكد على قدرتها الفائقة في تنظيم كبرى الأحداث الرياضية سواء على المستوى القاري أو العالمي، مما يسهم ويعزز من مكانة المملكة المتميزة على الخارطة الرياضية الدولية، كبيئة ملائمة لاحتضان الفعاليات الرياضية والدولية الكبرى بكفاءة واقتدار. الرسالة الخامسة، أن نجاح مملكة البحرين في إقامة هذا الحدث العالمي وفي هذه الظروف الاستثنائية يعبر عن الإمكانيات الكبيرة، والقدرات الواسعة التي تمتلكها المملكة، في تحويل التحديات إلى فرص نجاح، وتوفير البيئة الملائمة لاحتضان الفعاليات العالمية الكبرى وتحقيق أفضل المستويات في الإعداد والتنظيم والنتائج.
هذه ليست المرة الأولى التي تقبل فيها البحرين التحدي وسط أجواء غير طبيعية، وقد تحقق ذلك من قبل، عندما قرر منظمو سباقات الفورمولا واحد العام المنصرم أسناد لحلبة البحرين الدولية استضافة سباقين متتاليين ضمن بطولة العالم للفورمولا وان 2020، في واحد من المواقف المشرفة التي تعكس ثقة منظمو سباقات الفورمولا واحد بمملكة البحرين وقدرتها على إنجاح استضافة هذا الحدث العالمي الكبيرة وأخرجاه بالصورة المشرفة وعلى أعلى مستوى. أن مملكة البحرين حققت نجاحًا كبيرًا بدورها المحوري في استضافة سباقات الفورمولا واحد برغم أزمة جائحة، لتنال بذلك موقع الريادة على خارطة رياضة السيارات العالمية عبر إرساء معايير جديدة في الحفاظ على صحة وسلامة جماهير السباق والفرق المشاركة فيه.
خاتمة الرؤى، أن نجاح وتميز مملكة البحرين في استمرار تنظيمها لهذا الحدث الرياضي العالمي على مدى سنوات طويلة يؤكد نجاعة الرؤية الاستشرافية لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى- حفظه الله ورعاه- التي تؤمن تماما بأهمية استثمار الرياضة في مسيرة التنمية الشاملة، وإبراز الجوانب الحضارية للمملكة، كما يترجم الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الموقر، في تأسيس حلبة البحرين الدولية وجعلها «موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط»، باعتبارها مشروعًا حضاريًا يسهم في تنمية وازدهار البحرين على كافة المستويات والأصعدة، ويرسخ موقع البحرين المتميزة على الساحة الدولية.
*نقلاً عن الأيام البحرينية