حديث العواطف
شهران هي الفترة الفاصلة على بدء منافسات الدور الثالث لتصفيات مونديال 2022، وهي فترة زمنية تكاد لا تذكر عند الحديث عن تجهيز المنتخب لخوض مباريات حاسمة، كما أن مسألة صناعة فريق قادر على مناطحة عمالقة القارة واقعياً غير ممكنة، في ظل تواضع الخيارات وعدم وجود إمكانية لإضافات ممكنة على قائمة المنتخب، بالإمكان استخدامها لكي تتمكن المجموعة الحالية الانتقال لمستوى أعلى خلال شهرين، الأمر الذي يفرض علينا أن نكون أكثر واقعية عند الحديث عن طموحاتنا بعبور التصفيات القادمة والتأهل للمونديال القادم، الذي من الممكن تحقيقه ولكن بكثير من الواقعية والمنطق لا عبر أحاديث العواطف.
الواقع يدفعنا للوقوف أمام حقيقة أننا لا نملك مقومات التفوق على منتخبات، مثل اليابان وكوريا وأستراليا إلا في حدود ضيقة وبنسبة مئوية تكاد لا تذكر، وهذه حقيقة لا يمكن القفز عليها عند الحديث عن المرحلة القادمة بشيء من الواقعية، ولكن هذا لا يعني أن التفوق على اليابان أو كوريا أو حتى أستراليا أمر مستحيل، خاصة أنه سبق أن تفوقنا عليهم في بعض المناسبات من قبل، ولكن مقارنة مستوى لاعبينا وإمكانات منتخبنا الحالية بتلك المنتخبات، لا تصب في صالحنا بل في صالح منافسينا الذين يملكون الأفضلية من جميع النواحي.
البعض تحدث بلغة الإنجاز بعد تأهل المنتخب للدور القادم متصدراً مجموعته، متناسياً وضعية الأبيض الذي كان يحتل المركز الرابع قبل بداية مرحلة الإياب، في مجموعة تضم فيتنام وتايلند وماليزيا وإندونيسيا، وجميع تلك المنتخبات نتفوق عليها في التصنيف الدولي بمراحل، وبالتالي فأن لغة الانتصار والإنجاز لم تكن في محلها، لأن ما حدث في الإياب يمكن اختصاره بأنه كان خطوة نحو تصحيح مسار كان خاطئاً، وبالتالي قد تكون الأحكام العاطفية طغت على لغة التأهل عند البعض، ولكن الواقع الذي يجب أن نضعه في الاعتبار عند التعاطي مع المرحلة القادمة، تؤكد أننا في وضعية تتطلب فكر مختلف واستراتيجية تتوافق مع إمكاناتنا وفي حدود واقعنا العملي لا العاطفي.
كلمة أخيرة
التعاطي بواقعية مع المرحلة القادمة سيسهل كثيراً من مهمة الأبيض سواء في حالة تجاوزنا للتصفيات أو عدم تمكننا من تحقيق الحلم المونديالي المؤجل منذ 31 عاماً.
*نقلاً عن الرؤية الإماراتية