شكراً أوروبا
تأبى أوروبا أو «القارة العجوز» إلا أن تقدم للعالم خلاصة خبراتها، متحدية كورونا وتحويراتها، وجاءت بطولة أمم أوروبا، برغم تأخرها عاماً كاملاً، لتؤكد للأسرة الكروية أن «الدنيا لسه بخير»، فالتنظيم رائع وكأن البطولة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالمأزق الصحي الذي يعيشه العالم حتى الآن.
ولا شك أن عودة الجماهير إلى المدرجات أحد أهم مكاسب البطولة، مع الحرص على تطبيق كل الإجراءات الاحترازية داخل الملاعب وخارجها، ويكفي مشهد الملاعب في العاصمة المجرية بودابست التي اكتظت بالجماهير، حيث سمح الاتحاد الأوروبي بحضور الجماهير بنسبة 100/ 100 لأول مرة منذ أن داهمتنا جائحة الكورونا، كما تم السماح بحضور 75% من سعة استاد ويمبلي في النهائي يوم 11 يوليو المقبل، وكلها شواهد تفتح الأبواب أمام كل الاتحادات الكروية في العالم لتعيد الجماهير إلى المدرجات، ولو تدريجياً، حتى تعود الروح إلى الملاعب مرة أخرى.
وعن النقل التليفزيوني الرائع حدث ولا حرج، حتى أن المشاهد العادي يشعر وكأنه يجلس بين الجماهير في المدرجات، ناهيك عن تقنية الفيديو التي يتم تطبيقها بشكل مثالي، بحيث يتخذ الحكم القرار في ثوان دون تعطيل اللعب.
وعلى صعيد الأداء الفني أثبتت البطولة حتى الآن أن العمر مجرد رقم في شهادة الميلاد، بدليل أن «الدون» كريستيانو رونالدو «كابتن» البرتغال لا يزال يصول ويجول وكأنه ينافس نفسه في تحطيم الأرقام القياسية، ويكفي أنه بات الهدّاف التاريخي لليورو ولريال مدريد ولمنتخب البرتغال ولتصفيات اليورو ولدوري الأبطال وللمسابقات الأوروبية للأندية وللمسابقات العالمية للأندية، كل ذلك برغم أن عمره الآن 36 عاماً، ليثبت رونالدو أنه أسطورة حقيقية تمشي على قدمين وتطير أحياناً فوق الجميع لتسجل الأهداف التاريخية، ولم يكن عمر الـ 36 عائقاً أيضاً أمام لوكا مودريتش «كابتن» كرواتيا ليتألق أيضاً في اليورو وليصبح أكبر لاعب في تاريخ كرواتيا يسجل في اليورو بالهدف الذي أحرزه في مرمى اسكتلندا بالبطولة الحالية، بعد أن كان أصغر لاعب في تاريخ الكروات يسجل في اليورو أيضاً وذلك في بطولة 2008 ضد النمسا عندما كان عمره 22 عاماً و273 يوماً.
×××
في الشأن الأفريقي، بات الأهلي المصري على مشارف الفوز بالنجمة الإفريقية العاشرة، بعد أن هزم الترجي التونسي، ذهاباً وإياباً (1-0 و3-0)، دون أن يلامس نجوم الترجي شباك محمد الشناوي ولو مرة واحدة خلال 180 دقيقة.
*نقلاً عن الاتحاد الإماراتية