الجمهور وفن الحناجر
عودة الجماهير إلى الملاعب الإماراتية بنسبة 60% خبر سار يُسعد اللاعبين وكل عناصر اللعبة، فكرة القدم استمدت شعبيتها من الجمهور، ومن دون هؤلاء العشاق تفقد قيمتها وأهميتها.
عندما تم السماح لحضور مشجعين بنسبة 30% من سعة استاد هزاع بن زايد في نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة الذي جرى 16 مايو الماضي, ومباريات المنتخب الوطني التي أقيمت في استاد زعبيل ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2022، أثبت جمهور الكرة الإماراتي حينذاك إدراكه لمسؤولياته في زمن الجائحة، وكان ملتزماً بالإجراءات الاحترازية ومتفهماً لمعاييرها، لذلك نجحت جميع المباريات من دون تسجيل إصابات وهذا ما شجّع اتحاد الكرة والجهات المختصة في الدولة على زيادة نسبة الحضور، مع إصدار دليل إرشادي واضح يساعد المشجع على فهم الإجراءات والالتزام بها.
ماذا نريد من جمهور الكرة؟
نريد من المشجعين الذين يحضرون المباريات التركيز على التشجيع الجماعي مع الالتزام بإجراءات السلامة، لأن الصوت المنفرد على المدرجات لا يخلق جواً احتفالياً، ولا يحفّز اللاعبين؛ فالتشجيع الرياضي فن جماعي، فن الحناجر والأكف المجتمعة، لا المتفرقة، لذلك نأمل أن نجد في هذه العودة تصحيحاً لأساليب التشجيع الماضية التي كانت تعتمد على «الصولو».
النقطة الثانية التي نتمنى تعزيزها هي الحفاظ على الهوية الوطنية في التشجيع لأن الموروث الإماراتي غني بالمعاني والمفردات، ويمكن توظيف هذا التراث في التشجيع الجماعي، وأعني هنا أن يستمد الجمهور أسلوب التشجيع من التقاليد التراثية المحلية، لأن كل جمهور في العالم له هويته الخاصة، ومن الأفضل تجنب التقليد.
عودة الجمهور أمر مهم للمسابقات المحلية وكذلك للمنتخب الوطني الذي يستعد لخوض المرحلة النهائية من تصفيات المونديال، فالأبيض في حاجة إلى محبيه ويحتاج إلى كل عناصر القوة خاصة جمهوره.
مبارك للكرة الإماراتية وأسرتها رفع نسبة الحضور الجماهيري إلى 60%، ونأمل أن نرى هوية تشجيعية جماعية في الموسم الجديد.
*نقلاً عن الرؤية الإماراتية