بريطانيا تبحث إمكانية مشاركة فرنسا وألمانيا في تصنيع دبابة مستقبلية

الدبابة "يوروتانك" بقدرات فائقة يمكن أن تدخل الخدمة في الجيوش الثلاثة في منتصف ثلاثينيات القرن الحالي ولكن ربما لا تناسب احتياجات كل دولة على حدة

نشر في: آخر تحديث:
وضع القراءة
100% حجم الخط
4 دقائق للقراءة

تجري بريطانيا مباحثات مع فرنسا وألمانيا حول إمكانية المشاركة في تمويل التصنيع لدبابة من الجيل التالي بقدرات فائقة. وفقا لما نشرته مجلة Popular Mechanics، يمكن أن تحل الدبابة المستقبلية Eurotank محل دبابة القتال الرئيسية الحالية من طراز Challenger II في منتصف ثلاثينيات القرن الحالي.

أول دبابة في العالم

تعد المملكة المتحدة من أول الدول التي قامت بتصميم وتصنيع الدبابات، حيث بنى الجيش البريطاني أول دبابة في العالم طراز Mark I، وهي عبارة عن منصة أسلحة محمية متنقلة تهدف إلى دعم الهجمات البرية. وفي الواقع، يرجع أصل مسمى "تانك" بالإنجليزية والذي يترجم إلى دبابة ويعني أيضًا خزانا، إلى الرغبة آنذاك في فرض سرية بشأن ما كان ينطوي عليها تطوير تلك المركبات المدرعة، والتي كان يتم تصنيفها على أنه عمليات تصنيع لخزانات مياه لإخفاء الغرض الحقيقي منها.

سلبيات الدبابة البريطانية

احتفظت بريطانيا بقوة ضاربة من دبابات القتال الرئيسية خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة. اليوم، بعد سنوات من خفض التسلح، يحتفظ الجيش البريطاني بـ 227 دبابة تشالنجر 2 فقط.

تعد الدبابة البريطانية طراز تشالنجر 2 من دبابات القتال الرئيسية الجيدة للغاية إلا أنه بسبب عدم تطويرها وترقيتها بشكل متواصل مثلما هو الحال بالنسبة للدبابات المعاصرة لها والتي دخلت الخدمة في عام 1998، فهي تفتقر إلى ميزات حديثة مثل الشبكات الرقمية والرصد الحراري المحدث وإمكانية إطلاق الدرون من على متنها، أو نظام صاروخي اعتراضي نشط.

كما أنه على عكس السائد في دبابات بالخدمة حاليًا، مازالت الدبابة البريطانية تشالنجر 2 تستخدم برميل مدفع رئيسي حلزوني من الداخل لضمان إطلاق القذائف بشكل مستقر. وعلى الرغم من كونه مفيدًا بطريقته الخاصة، إلا أن استخدام سبطانة محلزنة بدلًا من الملساء يجعل المملكة المتحدة غير قادرة على الاستفادة من التقدم في تكنولوجيا قذائف الدبابات الحديثة.

الاستبدال بدلًا من التحديث

وتدرك بريطانيا أن الدبابات طراز تشالنجر 2 تحتاج للتحديث أو للاستبدال، لأن هناك معضلة في ترقية الدبابات التي يبلغ عمرها 20 عامًا. وربما يكون الخيار الأنسب هو بناء دبابات جديدة تمامًا، لأنه من الواضح أن ترقية دبابات طراز تشالنجر 2 قد يكون أقل في التكاليف إلا أنه لن يكون أكثر من مجرد حشو للكثير من الأدوات الجديدة في خزان ضيق غير مصمم لحملها وهو ما سيعد عملية صعبة.

ويجب أيضًا أن يؤخذ في الاعتبار أنه في حال تم ترقية دبابات طراز تشالنجر 2 فلن تكون الكفة في صالحها عند مقارنتها على سبيل المثال بدبابة طراز T-14 Armata الروسية، التي سيميزها التصميم الجديد والبدن المتطور، التي بدأ نشرها على نطاق واسع لخدمة القوات البرية الروسية.

يوروتانك ويوروفايتر

وتأتي حاجة بريطانيا لاستبدال دباباتها الرئيسية في وقت تسعى فيه شركات ألمانية هي Krauss-Maffei Wegmann وRheinmetall، بالإضافة إلى الفرنسية Nexter، لتطوير دبابة أوروبية جديدة. تم تصميم نظام المركبة القتالية البرية الرئيسية الفرنسي الألماني (MGCS)، المعروف أيضًا بشكل غير رسمي باسم "يوروتانك"، لكي يحل محل دبابات Leopard II الألمانية ودبابات LeClerc الفرنسية بدءًا من عام 2035. وتأتي هذه المبادرة بعد جهد مماثل متعدد الجنسيات أدى إلى لطوير المقاتلات متعددة المهام Typhoon Eurofighter "يوروفايتر تايفون".

بصفة مراقب لبرنامج "يوروتانك"

وفقًا لـ Defense News، فإنه سيتم منح المملكة المتحدة صفة مراقب لبرنامج MGCS، والذي سيسمح للممثلين البريطانيين بمراقبة عملية التصميم والتطوير، كما يمكن أن يؤدي إلى مشاركة بريطانيا بشكل أعمق، بما يشمل شراء الدبابة الجديدة مباشرة. ومن المرجح أن تسهم الشراكة في برنامج يوروتانك من الأعباء المالية الضخمة على بريطانيا، التي طرحت مؤخرًا فكرة التخلي عن دباباتها تمامًا.

مشاكل محتملة

إن انضمام بريطانيا لبرنامج "يوروتانك" ربما يتسبب في بعض المشاكل الخاصة، إذ إنه، تاريخيًا، تمتلك ألمانيا وفرنسا فلسفات تصميم متباينة عندما يتعلق الأمر بالدبابات. تميل دبابات القتال الألمانية الرئيسية إلى استخدام دروع أقل من أجل ضمان مرونة الحركة والتنقل، كأحد الاعتبارات الموروثة من حقبة الحرب الباردة، التي شهدت استخدام الدبابات في هجمات مضادة سريعة لطرد الجيش السوفيتي من الأراضي الألمانية.
في نفس الأثناء، يهتم مصممو الدبابات الفرنسية بالتركيز على تحقيق توازن بين القوة النارية والحماية بالدروع وسهولة التنقل. في حين أن الدبابات البريطانية تتخلى عادة عن مرونة الحركة لصالح زيادة الحماية بالدروع. ويرى بعض الخبراء أنه إذا انضمت المملكة المتحدة إلى برنامج يوروتانك، فربما ينتهي الأمر إلى تصنيع دبابة تحمل حلولًا وسطية لتناسب الدول الثلاث ولكن لن تكون مناسبة بشكل تام لمتطلبات واحتياجات كل دولة على حدة.

انضم إلى المحادثة
الأكثر قراءة مواضيع شائعة

تم اختيار مواضيع "العربية" الأكثر قراءة بناءً على إجمالي عدد المشاهدات اليومية. اقرأ المواضيع الأكثر شعبية كل يوم من هنا.